في مشهد يعكس حجم التفاعل الشعبي مع التصعيد العسكري المتسارع بين إيران وإسرائيل، غصّت شوارع ومدن اليمن بمظاهر متابعة اليمنيين للقصف المتبادل الذي هزّ الشرق الأوسط، حيث تحوّلت الهواتف الذكية وشاشات التلفاز إلى نوافذ مفتوحة على لحظة فارقة في تاريخ الصراع الإقليمي.
من صنعاء وعدن وتعز والمكلا، ومن قلب الشوارع والمنازل والمطاعم والمقاهي وحتى الأرصفة، جلس المواطنون يتابعون بشغف بالغ تطورات المشهد المتفجر، يتبادلون التحليلات والتعليقات، ويراقبون سقوط الصواريخ وانفجارات الغارات الجوية على شاشات القنوات الإخبارية لحظة بلحظة.
وفي الأحياء السكنية، تناقل السكان الأخبار العاجلة كما لو كانوا جزءًا من الحدث، فيما رصدت “عدن الغد” مشاهد لمواطنين في المقاهي والمحال التجارية وقد عُلّقت أنظارهم على الشاشات في ترقّب وتوتر، يراقبون اللهب المتصاعد من تل أبيب والانفجارات في طهران وكأنهم يشاهدون انعكاسًا جديدًا لحروب المنطقة على واقعهم اليومي.
ويقول مواطنون إن هذا الاهتمام اللافت ينبع من قناعة راسخة بأن ما يحدث ليس بعيدًا عنهم، فالصراع بين إيران وإسرائيل له أذرع واضحة في اليمن، وإن تطور الأحداث قد يُغيّر مجرى التوازنات في الداخل، سواء على صعيد الحرب أو فرص السلام.
ويعكس هذا التفاعل الواسع حجم الوعي الشعبي بخطورة المرحلة، وارتباط اليمن بصراعات المنطقة التي لا تهدأ، ويؤكد أن الشعب اليمني، رغم معاناته الطويلة، ما يزال يقظًا لمآلات الأحداث من حوله.
