آخر تحديث :الجمعة-13 يونيو 2025-04:45م

فتح طريق عقبة ثرة .. مطلب شعبي مشروع بين ضغوط الواقع والمخاطر الأمنية المحتملة

الخميس - 12 يونيو 2025 - الساعة 06:19 م
عزيز ابو وائل

بقلم: عزيز ابو وائل
- ارشيف الكاتب


يُعد طريق عقبة ثرة من أبرز الطرق الحيوية التي تربط بين محافظتي أبين والبيضاء، وقد ظل مغلقًا لسنوات بفعل الحرب ، ما تسبب في معاناة كبيرة للمواطنين من الجانبين. وفي ظل هذا الواقع، برزت تحركات شعبية متصاعدة خلال الفترة الماضية للضغط على السلطتين في الجنوب والشمال من أجل فتح هذا الطريق لأسباب إنسانية واقتصادية، ولإنهاء جزء من معاناة المواطنين الذين يدفعون كلفة النزاع منذ سنوات .

لكن من الملاحظ أنه في الوقت الذي أبدى فيه طرفا الصراع استعدادًا مبدئيًا وترحيبًا بفتح الطريق، بدأت بعض الشخصيات والقوى الاجتماعية بمحاولات "ركوب موجة النجاح"، مستغلة لحظة التوافق النادرة، لتقديم أنفسها أمام الرأي العام على أنها صاحبة الفضل في دفع هذا المسار إلى الأمام، في مشهد يعكس حالة من الاستثمار السياسي والإعلامي لأي إنجاز محتمل، ولو كان ثمرة جهد شعبي تراكمي ومبادرات مجتمعية سابقة .

ومما يثير القلق هو أن هذه الجهود، على أهميتها، يغض بعض من يقوم بها الطرف عن المعوقات الحقيقية والمخاطر الأمنية التي قد ترافق تنفيذ هذه الخطوة دون تخطيط محكم، ففتح طريق كان ساحة تماس ونزاع لسنوات لا يمكن أن يتم بقرارات عاطفية أو ضغوط شعبية فقط، بل يتطلب الى ترتيبات ميدانية دقيقة، وخطط أمنية ولوجستية تضمن سلامة المواطنين، وتحول دون تحوّل هذا المعبر إلى ثغرة أمنية يستغلها أحد طرفي الصراع أو بعص الجماعات المسلحة لتنفيذ مشاريعها الخاصة.

ومن هذا المنطلق، فإن دعوة المؤسسات والأجهزة الأمنية في الحكومة الشرعية إلى التريث تبدو دعوة منطقية ومسؤولة، حيث والتعامل مع ملف كهذا يجب أن يكون بعقلية دولة، لا بردود فعل آنية، ولا تحت ضغط الشارع أو سياسة فرض الأمر الواقع، بل يجب أن يسبق التنفيذ تجهيز البنية الأمنية، ونزع الألغام، وضمان التزام الطرف الآخر بعدم استغلال هذه الخطوة عسكريًا أو ميدانيًا.

إن فتح طريق عقبة ثرة ليس مجرد فتح شريان مروري، بل هو اختبار حقيقي لنوايا الأطراف، وقدرتها على ترجمة التصريحات الإيجابية إلى خطوات عملية. وهو أيضًا اختبار لمؤسسات الدولة: هل ستثبت أنها تمتلك قرارها وتضع مصلحة الناس فوق كل الحسابات، أم أنها ستسمح لاعتبارات الضغط أو الظهور الإعلامي أن تتحكم بمصير طريق بات رمزا للمعاناة… والأمل في ذات الوقت ؟


"" "" "" "" "" ""