- أحزننا ما حدث للشهيد أنيس الجردمي، ونعبر عن أسفنا ومواساتنا العميقة لأسرته.
- نتعاطف مع ذويه، ولكننا لا نحتاج أن نقف في صف طرف، فإن لم نضبط مواقفنا وعواطفنا، فقد نصبح جميعاً ضحايا لتداعيات هذه الحادثة، ونرى أن من الحكمة ترك القانون يأخذ مجراه لتحقيق العدالة.
- نعتقد أننا كجنوبيين جميعاً نستحق كثيراً من الشفقة، وعلينا أن نرثي حالنا، وما أصبحنا عليه من تمزق وتنافر.
- إن حادثة "الجردمي" تمثل جرحاً آخر ينزف في جسدنا المثخن، ولا يشعر بألمه وقهره سوانا.
- بصراحة، لم نشعر بالصدمة، فلطالما كانت الفوضى سيدة الموقف في عدن والجنوب خلال السنوات الأخيرة.
- نعتقد أن أخلاقنا وشجاعتنا توقفت عند لحظة النصر والتحرير.
- كنا جبهة واحدة، وعلى قلب رجل واحد، وقد صهرت الحرب معدننا، وأظهرت أجمل وأنبل ما فينا.
- ولكن ما إن تملك بعضنا سلطة مطلقة، حتى سال لعاب الجشع، وتوحشت النفوس، وتجبروا على الناس، وافترسوا الضعفاء، ولووا عنق الشريف، وكسروا الشجاع.
- سؤال يتكرر في كل مرة، من يصون حرمة دم الذي لا ظهر له، ولا قبيلة تحميه؟، ومن يرد له حقه؟.
- أزعجنا غياب سلطات عدن، المدنية والأمنية، فلا حس لهم ولا خبر، ولا موقف أبيض أو أسود!.
- ولسنا متأكدين إن كانت رماديتهم نابعة من اعتقادهم بأنها قضية "يافعية".
- وكعادتها، التزمت الشرعية الصمت، ولم تهتز في صلعتهم شعرة أو قشرة، ويبدو أن حساباتهم لا تشمل حياتنا أو موتنا.
- ولا ندري إن كان لسان حال رئيسها يقول، السجن جنوبي، والضحية جنوبي، والجلاد جنوبي، إذن فالقضية جنوبية، وخارج سلطتهم الصورية، وضمن مسؤولية القائد عيدروس ومجلسه، فهذه "عصيدتهم" وهم يمتنوها!.
- إلى متى سيبقى الانتقالي متفرجاً والنار تمسك في ثوبه؟.
- رسالتنا إلى كل جنوبي، لا تخذلوا أهل الشهيد "الجردمي"، فهم لا يطلبون أكثر من حقهم، بلا زيادة أو نقصان.
- اطلبوا العدالة لا الانتقام، ولا تفرحوا بحزن إخوتكم، ولا تلطموا في جنازتهم بالباطل، ولا تصفوا حساباتكم بدم أبنهم الغالي.
- نداؤنا إلى "يافع العز" وأحرارها وشرفائها، لا تطعنوا رجالكم، ولا تضعفوا شجعانكم، فلن يخسر سواكم.
- نعتقد أن الحقيقة مازالت عوراء، ولن تميزوا وجهها وسط هذه الزوبعة.
- إنكم في بلاء عظيم، ويحز في نفوسنا أن يشمت بكم أحد أو ينحروكم بسكاكينكم، ويمزق صفكم من داخلكم.
- نسأل الله العلي القدير أن يرحم الشهيد الشيخ أنيس الجردمي، ويغفر له، ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
"إنا لله وإنا إليه راجعون".
- اللهم هل بلغنا، اللهم فاشهد..