آخر تحديث :الخميس-12 يونيو 2025-08:24م

يا إتـّـــــــــــــي ..ماشـــــــــــاء الله

الأربعاء - 28 مايو 2025 - الساعة 09:39 م
محمد أحمد بالفخر

بقلم: محمد أحمد بالفخر
- ارشيف الكاتب



ما إن انطلقت في الساعة الحادية عشر قبل منتصف الليل في ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية في مدينة بريدة بالقصيم صافرة حكم مباراة الاتحاد والرائد معلنةً عن فوز الاتحاد بالمباراة وبالتالي فوزه ببطولة أقوى دوري عربي، (دوري روشن السعودي) للعام 24/25م قبل انتهائه بمباريتين لتصبحا نتيجتهما تحصيل حاصل،


ولم يجعلهما الاتحاد كذلك بل استكمل بهما سلسلة انتصاراته التاريخية،


في تلك الليلة وقريباً من منتصف الليل انطلقت الجماهير الحضرمية العاشقة للاتحاد في كافة مدن حضرموت المكلا وسيئون وتريم وشبام والشحر وغيرها،


انطلقت الجماهير في مسيرات بالدرّاجات النارية والسيارات تلوّح عالياً بالأعلام الاتحادية،


وتجمعت الجماهير في الميادين العامة رغم انقطاع التيار الكهربائي الذي أصبح صفة ملازمة للحال في حضرموت،


لكن هذه الجماهير أضاءت سماء الساحات والميادين بالألعاب النارية وأحيت ليلتها الى قريب الفجر بالأهازيج والشعارات والأغاني الاتحادية المميزة ولسان حالها يردد أبيات ذلك الشاعر العاشق الاتحادي:


فاز العميد فحققنا أمانينا


وعاد حاضرنا مجداً كماضينا


نحن النمور فمن في الأرض يشبهنا


بأحرف العزّ سطّرنا أسامينا


في موسم الدّعم والترتيب محتدمٌ


كل النقاط أكلناها بأيدينا


عاش العميد حبيب الشعب وابتهجت


كل القلوب وهنّت في ليالينا


خروج هذه الجماهير لم يقتصر على المدن الحضرمية ولكنه كان كذلك في معظم المدن اليمنية وفي كثير من البلدان العربية وقد شاهدت بنفسي الاحتفالات في مصر في المقاهي وكيف كانت الجماهير تهتف باسم الاتحاد وتلوح بأعلامه وتردد أهازيجه،


ولهذا لم يُخِب حدس أولئك المؤسسين الأوائل لهذا الكيان الاتحادي العظيم منذ قرن من الزمان عندما اسموه نادي الاتحاد العربي السعودي إلاّ لأن عشاقه سيكونون في كل الديار، وقد صدق الشاعر الكويتي عطا الله فرحان العنزي عندما قال:


يا الاتحاد قلوبنا مستعدة


تجمّعت حولك قلوب المحبين


أحسد عليك المملكة قبل جده


نادي وطن ويشجعونك ملايين


في كل دوله لك ميول ومودّة


وفي كل ديره لك طريق وعناوين


وليس غريباً أن ترى مشجعين أقبلوا على ملعب الجوهرة في جده ليلة التتويج الكبيرة من مختلف دول الخليج وكافة الأقطار العربية بل وشاهدنا مشجعين ومشجعات من بلدان أجنبية كذلك،


وشاهدنا كذلك ليلة الفوز بالدوري حفلات زواج لبعض الشباب في كثير من مناطق المملكة وغيرها تحوّلت الى حفلة اتحادية بامتياز من خلال الأغاني والأهازيج الاتحادية، فعاش العريس في تلك الليلة فرحتين فرحة اللقاء والظفر بعروسته وفرحة ظفر الاتحاد بالبطولة الكبيرة،


واعود للعشق الحضرمي للاتحاد والذي لم يكن وليد الصدفة أو اللحظة أو من سنوات قليلة مضت،


بل هو من لحظات التأسيس الأولى لهذا النادي المئوي العظيم قبل قرنٍ من الزمان فنجد من ضمن مؤسسيه الأوائل بعض أسماء الأسر ذوات الأصول الحضرمية التي قطنت جده قديماً واستمروا في دعمهم للنادي على مدار التاريخ وهناك من كان حاضراً في إدارة النادي في دورات رئاسية متعددة، فكم قرأنا عن الدعم السخي للنادي في أحلك ظروفه من أمثال آل بن لادن وآل باناجه وآل بن محفوظ وغيرهم الكثير،


وقد رأينا الشيخ احمد سالم بقشان غالباً ما يحتفي بالفريق في منزله بعد كل بطولة يحققها الاتحاد، وكذلك شاهدنا الدكتور عبد الله مرعي بن محفوظ الذي تحول قصره ليلة فوز الاتحاد بالدوري العام قبل الماضي الى ليلة فرح بحضور ضيوف أجانب عنده،


وقد ذكر ذات يوم الدكتور نجيب الزامل رحمه الله الباحث في الشأن الحضرمي وهو يتحدث عن صفات الحضارم قال: إن من صفاتهم تجدهم يشجعون الاتحاد،


وهنا لم يقتصر الأمر على المغتربين فقط فقد تعجبت من أطفال صغار في المدن والقرى الحضرمية متيّمين بعشق الاتحاد وكأنّ هذا العشق أصبح ضمن الجينات الحضرمية، ولهذا لا نستغرب ما ترنّم به فنان حضرمي قائلاً:


ومازال قلبي اتحادي


على رغم كل الأعادي


وهذا أمر اعتيادي والناس حُرّين،


وكذلك ما جادت به قريحة الشاعر الشعبي خليل باسيف مباشرة في ليلة شعرية:


آخر خبر من دوري روشن قالوا الإتّي بطل


يا الاتحاديين هنّوا صاحب الشرع الطويل


كريم بن زيمه وأصحابه بهم بضرب مثل


ارقي سماء يا الاتحادي انت شُف مالك مثيل


وفي الختام سنردد الترند الاتحادي


يا إتّي ماشاء الله يا إتّي ماشاء الله