آخر تحديث :الجمعة-13 يونيو 2025-07:19م

هل مثل علي ناصر المعكر يجب أن يُقال؟

الأربعاء - 28 مايو 2025 - الساعة 04:26 م
عادل عياش

بقلم: عادل عياش
- ارشيف الكاتب


في زمنٍ شهد تحولاتٍ جذرية في الجنوب، برز العميد علي ناصر المعكر كأحد القادة العسكريين المحنكين الذين تركوا بصمة لا تُنسى في مسيرة الوطن العسكرية، وما زال قائدًا عسكريًا صلبًا، حيث نشأ وتربى على مبادئ الوطنية والفخر.


تدرّج العميد المعكر في المناصب العسكرية، بدءًا من ضابط شاب يسعى لصقل مهاراته، وصولًا إلى قائد لواء يتمتع بخبرة عميقة ورؤية استراتيجية.


الحديث عن القائد علي ناصر المعكر هو حديث عن رجل عسكري استثنائي بكل ما تعنيه الكلمة، وعندما أتحدث عنه، لا أفعل ذلك كمحلل أو مراقب، بل كشاهد على فترة ممتدة حتى يومنا هذا.


المعكر هو القائد العسكري المحنك، رمز الشجاعة والتضحية. إنه ذلك الضابط الذي تخرج من أكاديمية عسكرية جنوبية كانت الرابعة عربيًا من حيث ترتيبها في خوض غمار الحروب دفاعًا عن الوطن. لقد كان صاحب قلب كبير.


هذا القائد الشجاع لم يكن مجرد عسكري عادي، بل كان مهندسًا للاستراتيجيات، وعسكريًا مهابًا، وقد أشار محللون عسكريون إلى أن العميد علي ناصر المعكر كان له دور محوري في إعداد الدولة الجنوبية التي يحلم بها حتى الطفل الرضيع.


فكيف يتم إقالة العميد علي ناصر المعكر، ذلك القائد الذي واجه الإرهاب، وما زال لواؤه يتصدر خط النار الأول؟ إنه القائد الذي نال حب الضباط وصف الضباط وأفراد اللواء، حيث التقيت بعدد من هؤلاء الأفراد الذين عبّروا عن مشاعرهم بصدق. يقولون إن المعكر لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان بمثابة الأب لهم، رمزًا للرعاية والدعم. إن قرار إقصائه يُعد بالنسبة لهم استبعادًا لأب حنون، فقد كان يمثل لهم الأمان والاحتواء في خضم المعارك التي خاضوها، وهم يشعرون بأن فقدانه اليوم يعني فقدان الحماية والرعاية التي لطالما منحهم إياها.


علي ناصر المعكر، ذلك الرجل الذي يجسد القوة والعزيمة، يقاتل بشجاعة في ميادين الشرف والبطولة حيث نعانق الدفاع عن هذا القائد، لكنه في الوقت ذاته، لا يقتصر على الميدان، بل يستخدم الكلمة والسياسة والحنكة كأدوات فعالة في سعيه نحو النصر.


فكيف يمكن أن يصدر قرار إقالة العميد المعكر بهذه الطريقة؟ رجل بهذا الحجم يُبعد، رغم إنجازاته البارزة في مكافحة الإرهاب في أبين، حيث أصبح محط إعجاب المشايخ والأعيان، ولم يعد لهم حديث إلا عن القائد المعكر الذي أضفى على المنطقة روحًا جديدة من الأمل والتفاؤل.


إن هذه المحبة والاحترام التي يحظى بهما ليستا مجرد صدفة، بل هي هبة من الله تُمنح لمن يستحقها بجدارة.


إن إقصاء وإقالة قائد عسكري بحجم علي ناصر المعكر يُعتبر بمثابة زلزال يضرب أركان القوات المسلحة الجنوبية، فهو العسكري الوحيد الذي يمتلك الصفات القيادية اللازمة لمواجهة التحديات العسكرية التي تهدد الجنوب وقضيته السياسية.


وقد ذهب عدد من المحللين العسكريين إلى أن إقالته ليست مجرد قرار عسكري، بل هي مؤامرة مدبّرة ضد الجيش الجنوبي، قامت بها ثلة معينة تهدف إلى تفكيك قواته وإفراغه من العناصر القادرة على الدفاع عن الأرض والقضية.


وفي ظل هذه الأجواء الحزينة والغاضبة، حذّر ناشطون القيادة العليا من أولئك الذين "يطبخون" هذه المؤامرات، وهم لا يدركون خطرها – بحسب الناشطين. فالمشهد السياسي والعسكري يتطلب من القيادة العليا أن تكون يقِظة، وأن تتخذ خطواتٍ ثابتة قبل فوات الأوان، لأن أي تهاون قد تكون له عواقب وخيمة على مستقبل الجنوب. وإن إقالة عمود من أعمدة المقاومة، وعسكري فذ مثل القائد المعكر، تُلحق ضررًا بالغًا بالجسم العسكري الجنوبي.