المقال السابع عشر صرخة وعي :تفاءلوا.. مفاتيح صنعاء قريبة!
(ضمن سلسله مقالات قراءه في استراتيجيه التحفيز)
في قلب العاصفة التي تضرب اليمن من كل اتجاه – سياسية خانقة، واقتصادية طاحنة، واجتماعية منهكة – ومع اشتداد سُعار المشاريع التمزيقية التي تتغذى على فوضى الانقلاب الحوثي، تبرز الحاجة الماسّة إلى استعادة زمام المبادرة، لا بكلمات العزاء، بل بخطاب الأمل الفاعل، والأمل الشجاع، والأمل الذي يشحذ الهمم لا يسكّنها.
إنه ليس ترفًا أن نتمسّك بالأمل، بل ضرورة سياسية وتاريخية، تعيد تشكيل الوعي الجمعي وتُطلق مشروع التحرير الوطني من قبضة الكهنوت السلالي، الذي لا يُجيد سوى اجترار الماضي وتقديس السلالة وامتهان الشعب.
تأملوا في حديث رسولنا الكريم، وهو يُغرس فينا جذور العمل والتفاؤل:
"لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها"
رسالة نبوية مفادها أن ما دون القيامة أهون، وأن اليأس لا مسوغ له، وأن أشد لحظات الانطفاء قد تسبق لحظة الاشتعال الأعظم.
الرسول لم يوزّع الأمل في أوقات النصر فقط، بل حين اشتدت الكُرب، ومن قلب العتمة:
مع خباب بن الأرت، وهو يُعذّب، قالها بملء اليقين:
"والله ليتمن الله هذا الأمر... ولكنكم تستعجلون"
وفي الهجرة، وهو مطارد، خاطب سراقة قائلًا:
"كيف بك إذا لبست سواري كسرى؟"
وفي الخندق، والقلوب بلغت الحناجر، بَشّر قائلاً:
"أُعطيت مفاتيح الشام... ومفاتيح فارس... ومفاتيح اليمن وقصور صنعاء"
هكذا يُبنى النصر: بالرؤية العميقة، واليقين الصادق، والعمل الشجاع.
أما نحن، فإننا لن نُهزم لأن عدونا أقوى، بل لأننا متفرقون، مترددون، نواجه مشروعًا متماسكًا بذراعٍ مرتعشة، وصفٍ ممزق، وجهودٍ مبعثرة!
لن يُهزم المشروع الحوثي بالكلمات المتناقضة، ولا بالأجندات المتنافرة، ولا بالخطاب الانفعالي الموسمي.
لن يسقط الانقلاب إلا بجبهة وطنية صلبة، تُعيد تعريف المعركة على أسس استراتيجية وطنية لا مناطقية، تستوعب الجميع تحت راية استعادة الدولة، وتُغلّب المصلحة العليا على النزعات الفئوية والأنانية السياسية.
يا أبناء اليمن الأحرار:
اليمن لا يُحرَّر بالخطب، بل بوحدة الكلمة، ورصّ الصفوف، وتحرير القرار من الارتهان والضبابية.
فلتكن المعركة معركة كرامة ووجود، لا معركة مصالح عابرة.
ولتكن بوصلتنا واضحة: لا دولة مع الحوثي، ولا حرية في ظل مشروع السلالة، ولا عدالة تحت عباءة الانقلاب.
من تعز إلى مأرب، ومن عدن إلى شبوة، ومن البيضاء إلى الضالع، ومن كل شبر حر في هذا الوطن، نُعلنها بوضوح:
نحن ذاهبون إلى صنعاء، لا انتقامًا، بل استعادةً لدولة، وكرامة، وحق مسلوب.
تفاءلوا، فمفاتيح صنعاء وقصورها قريبة...
لا تُمسكها يد كهنوت ولا تخضع لأوهام الولاية، بل ستعود إلى أهلها، إلى الشعب، إلى كل حرّ صدق العهد وحمل الأمانة.
#اليمن_تنتصر
#بوحدة_الصف_نسقط_الانقلاب
#الجمهورية_قضية_شعب
#صنعاء_آتيون
#صرخة_وعي
------
✍️ عبدالعزيز الحمزة
الاثنين ٢٦ مايو ٢٠٢٥م