آخر تحديث :الجمعة-13 يونيو 2025-07:19م

طريقنا مغلق بحجة الحوثي وطريقهم مفتوح باسم الإنسانية

الثلاثاء - 20 مايو 2025 - الساعة 01:11 م
د. قاسم الهارش

بقلم: د. قاسم الهارش
- ارشيف الكاتب


منذ أكثر من عشر سنوات، وطريق ثرة البيضاء مغلق أمام أبناء مديرية لودر ومحافظة أبين، تحت مبررات واهية، وحجج سياسية باتت مستهلكة ولا تقنع أحداً. كلما طالبنا بفتحه، قيل لنا أنتم تريدون للحوثي أن يتسلل! وكأن أبناء أبين لا يحق لهم أبسط حقوقهم، وكأن دماءهم أرخص من سواهم.


طريق ثرة ليس مجرد شريط إسفلتي، بل شريان حياة لآلاف المواطنين، ونافذة للحالات الإنسانية، وجسر يربط جنوب الوطن بشماله. ومع ذلك، حرمنا منه، واستخدم خطاب التخوين لتبرير الإغلاق، وتحميل الناس وزر معادلات لا ناقة لهم فيها ولا جمل.


واليوم، عندما تقرر فتح طريق الضالع صنعاء، لم تطرح تلك المبررات، ولم يتهم أحد، بل قيل طريق إنساني!


فأين كانت هذه الإنسانية عندما أُغلق طريق ثرة؟

لماذا تمنح الضالع ما يمنع عن أبين؟ ولماذا تفتح الطرق هناك وتغلق هنا؟ هل الجغرافيا تحدد من يستحق الحياة، ومن يحكم عليه بالموت البطيء؟!


هذه الازدواجية الصارخة في التعامل مع حقوق الناس أصبحت غير قابلة للتبرير. لقد سقطت الأقنعة، وبات واضحاً أن ما يعد خيانة هنا، يعتبر بطولة هناك!


لقد طالبنا مراراً، وبشتى الوسائل، بفتح هذا الطريق الحيوي، ليس ترفاً، بل لأن كل يوم تأخير يعني أرواحاً تزهق، وحالات إنسانية تهدر، واقتصاداً محلياً يشل، ومعاناة تتفاقم.


واليوم، وبعد قرار محافظ الضالع، لم يعد هناك أي عذر لأي مسؤول في السلطة المحلية بأبين، ولا لأي جهة معنية، للتقاعس أو الصمت.

من يرفض فتح الطريق أو يبرر إغلاقه، فإنه يعلن خصومته مع أبين وأهلها، ويتحمل تبعات موقفه أخلاقياً وسياسياً.


طريق ثرة حق، لا مكرمة.

وفتحه ضرورة وطنية، لا خيار سياسي.


لن تستمر معاناة أبين في ظل صمت لم يعد مقبولاً، وتجاهل لم يعد يحتمل.

أبين ليست تابعة لأحد، ولن تقبل الوصاية أو المصادرة.

ومن يظن أنه قادر على حجب صوتها أو انتقاص حقها، فهو واهم.


الحق لا يؤجل، وطريق ثرة يجب أن يفتح فوراً.

لا كمنة من أحد، بل كاستحقاق تأخر كثيراً.