إلى أولئك الذين يزايدون على تضحيات الشهداء

رسالة نوجّهها إلى أولئك الذين يزايدون على تضحيات الشهداء في ساحات القتال، ويقولون: "انظروا إلى تضحيات الشهداء"، بهدف تشتيت انتباه الناس الذين ينتقدون ويشعرون بالقلق من تدهور الأوضاع المعيشية والخدمات وانتشار الفساد.

حسنًا، سأخبركم... هنا تكمن الكارثة والظلم. هناك شهداء، بإذن الله، ضحوا من أجل وطن يسوده العدل والعيش الكريم، وطن ذو سيادة. لكن ما يحدث على أرض الواقع من تدهور في كل شيء، وإحباط، ونوبات قلبية تصيب الناس بسبب تدهور مستوى المعيشة، بل ومنهم من يُقدِم على الانتحار، هو خيانة للعهد. الوضع المعيشي والخدماتي المتدهور وتوقّف التعليم لا يعكسان وفاءً لتضحياتهم، بل هو طعنة في الظهر. كما أن الظلم يتجلّى في أن من يضحّون بأنفسهم هم أبناء الفقراء، بينما أبناء المسؤولين الكبار والقيادات يعيشون في رفاهية وفي دول أخرى.

بالطبع، حديثي هذا يعكس الواقع ويعبّر عن الاحترام للشهداء والجرحى، وليس مجرد كلام مكرّر من مُطبّل تابع لجهة سياسية يحاول تضليل الناس عن الحقيقة المؤلمة، وينشر من مكان مريح في دولة أجنبية أو من مكان مريح وهو مستلقٍ في الفراش، وفي نهاية الشهر يتلقى راتبًا بعملة أجنبية.