حكاية الإسترزاق بأسم القرآن الكريم حكاية قديمة ولها صور وأشكال مختلفة في التاريخ الأسلامي.
ومازالت تلك الحكاية مستمرة الى اليوم فهناك أحزاب وجماعات وجمعيات ومشائخ يمارسون مهنة النصب والإختلاس بأسم القرآن الكريم ولونظرنا حولنا اليوم لرأينا كثرة المراكز القرآنية لعلاج السحر والمس وما الى ذلك من المسميات، وقد زاد في الآونة الأخيرة عدد المسترزقون بأسم هذه المهنة التي من المفترض أن تكون مهنة ربانية الغاية الأولى منها الدعوة الى الله وتقريب العباد من كتاب رب العباد لا أن تتحول الى وسيلة للتكسب وجمع الأموال الطائلة بحيث نرى المعالج منهم يعد اليوم الذي لايصل اليه فيه ممسوساً لتلقي العلاج يوم دبور ونحس.
والغريب العجيب أنك حينما تزور أحد تلك المراكز أو يقدر لك ان تحضر جلسة لشيخ ممن يزعمون المعالجة بالقرآن _الا مارحم الله وقليل ماهم_ فأنك تلحظ أن القرآن لايحضر هنالك الا بنسبة 50٪ بينما النسبة المتبقية انما هي من نصيب الأسلاك الكهربائية والخيزرانات والضرب واللكم واللطم والخنق والرفس بحيث يخيل لك أنك دخلت معتقل تعذيب وليس مركزاً للعلاج القرآني .
وأسوأ من ذلك هو مانراه من إنتهاك لإنسانية وكرامة المرضى في تلك المراكز بحيث تسمع الصراخ وتشاهد مالايليق من المناظر التي تدل على غياب الجانب الأخلاقي والإنساني لدى ممتهني هذه المهنة، ولو شوهدت مثل تلك المناظر في المراكز الطبية والمستشفيات لقامت الدنيا ولم تقعد لكن لأن هذا الأمر يحدث بأسم القرآن فالجميع يسكت ويتغاضى وذلك لما لهذا الكتاب من قدسية في قلوب المسلمين.. انما اللعنة على من إشتروا بأيات الله ثمناً قليلا ؟
✍ : عزيز ابو وائل