آخر تحديث :السبت-14 يونيو 2025-09:18ص

برسلي وايام رمضان

الخميس - 14 مارس 2024 - الساعة 06:06 م
عبدالكريم قاسم فرج

بقلم: عبدالكريم قاسم فرج
- ارشيف الكاتب


كنا نسكن في منطقة إسمها برسلي و يقال ان برسلي تعني الرز بالصومالي و الله أعلم.هذه المنطقة تقع خارج التواهي المدينة بالقرب من طارشان و لا ادر لماذا سميت طارشان و هي منطقة الفتح حاليا حيث القصر الرئاسي المدور.
برسلي تقع بين ثلاثة جبال، جبل هيل و الجبل الذي ينتصب عليه مستشفى باصهيب و جبل الشولة الذي بني تحته سجن أمن الدولة الرهيب.

هذه المنطقة فيها ثلاث حواري، فيها بيوت صغيرة تتكون من غرفة و حمام و صالة صغيرة يبدو انها كانت بيوت لعمال هنود إبان الحكم البريطاني لعدن و تم إقتحامها بعد الإستقلال من أسر أغلبها من أهل عوذله و منها أسرتنا.

نقل الأهالي عاداتهم و تقاليدهم الى هذه المنطقة فإذا دخلتها فكأنك دخلت إحدى قرى ظاهر مكيراس مع وجود لبعض الأسر العدنية كبيت الضالعي و بيت مثنى و بيت القبيلي و بيت خميس و بيت الكاكي و بيت شرف و بيت السعدي و بيت العيسي و هؤلاء يبدو انهم كانوا يسكنون في هذه البيوت منذ ما قبل الإستقلال.
الحاج صالح العيسي والد التاجر المعروف احمد العيسي كانت تسكن في بيته إمرأة عحوز تدعى أم علي.لا احد يعرف اسمها و لا من أين هي و كيف سكنت لزمن طويل في بيت الحاج صالح.و كان الحاج صالح رجل خير و إحسان رحمة الله عليه و أذكر انه افرغ احد بيوته لمسن صومالي عمل معه طويلا اسمه نوح بقى في هذا المنزل الى أن توفاه الله و لأنه لم يكن له وارث فقد احتل هذا المنزل مسؤول الأمن السياسي في التواهي يدعى اليامي بعد عام ٩٤م.
أعود لأم علي فقد كانت إمرأة صالحة، صوامة،قوامة و كانت في رمضان تخرج الى الناس لتوقضهم للسحور و بصوتها الحاد: سحورك يا صائم.. اذكر الحي الدائم.لقد غادرت برسلي منذ اكثر من اربعين عاما لكن الحنين و الشوق لها يتملكني فكلما إشتقت لها زرتها خاصة و لي فيها أهل و أحبة و أصدقاء.