قصة خروج بريطانيا

الكل يعرف أن بريطانيا كانت ستخرج من جنوب اليمن عام 1968م بحكم قرار الأمم المتحدة لتصفية الإستعمار عام 1961م و كانت بريطانيا قد مهدت لذلك من خلال تشكيل إتحاد الجنوب العربي للمحميات الغربية و عدن عام 1959م و التحاق عدن به عام 1963م و تبقى ضم المحميات الشرقية إليه ليتسلم هذا الكيان الإستقلال بعد خروج بريطانيا.حركة القوميين العرب ارتأت ان تقوم بعمل مسلح ضد الوجود البريطاني للإستيلاء على السلطة بعد خروج بريطانيا.

حادثة مقتل راجح بن غالب لبوزة في ردفان استغلتها حركة القوميين العرب و أعلنتها الشرارة التي فجرت الكفاح المسلح و ذلك حتى قبل ان تتشكل الجبهة القومية.في عدن كانت هناك أحزاب سياسية منها رابطة ابناء الجنوب و هي اكبر تنظيم سياسي في الجنوب و الحزب الماركسي - إتحاد الشعب و حزب الشعب الإشتراكي الذي كان يسيطر على النقابات، كل هذه الأحزاب لم تقبل بفكرة الكفاح المسلح لأنها كان ترى ان لا ضرورة له طالما و بريطانيا ستخرج عام 1968م.

تشكلت الجبهة القومية بفكرة حركة القوميين العرب و ثمان تنظيمات سرية بدعم من جمال عبدالناصر.حاول عبدالناصر توحيد الجبهة القومية و جبهة التحرير في تنظيم سياسي واحد في 13 يناير 1966م و وقع على إتفاقية الدمج اربعة من كبار قيادات الجبهة القومية ثم تنصلت الجبهة القومية عن هذا الإتفاق و أعتبرته دمجا قسريا و نشبت الحرب الأهلية في شوارع عدن بين الجبهة القومية و جبهة التحرير و حسم المعركة جيش إتحاد الجنوب العربي الذي أنشأته بريطانيا لصالح الجبهة القومية و من ثم اعترفت بريطانيا بالجبهة القومية التي أوقف عنها عبدالناصر الدعم و فاوضتها بوفد رفيع من الجبهة القومية في جنييف أعترفت بريطانيا بالجبهة القومية و بحقها في تسلم السلطة بعد خروجها في 30 نوفمبر1967م بدلا من العام 1968 و ضمت الى المحميات الغربية المحميات الشرقية حضرموت و المهرة و الجزر و رفضت الجبهة القومية وجود قاعدة بريطانية في عدن و حرمت بريطانيا عدن 60 مليون جنيه إسترليني لرفض الجبهة القومية الإلتحاق بالكومنولث البريطاني و عاد الوفد المفاوض برئاسة قحطان صبيحة 30نوفمبر1967م و أقيم إحتفال كبير في مدينة الإتحاد- مدينة الشعب حاليا و قرأ فيه عبدالفتاح إسماعيل بيان إستقلال الجنوب العربي عن بريطانيا و إعلان تشكيل دولة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.